التحولات الاجتماعية والإنسانية التي يشهدها العالم، يبرز مفهوم جديد يصف طبيعة العلاقات بين البشر وهو ما يُعرف بـ "رصيد العلاقات". هذا المفهوم يوضح أن استمرار أي علاقة، سواء كانت زواجًا أو صداقة أو قرابة، لا يرتبط بالمدة الزمنية وحدها، بل بمدى تراكم الرصيد القائم على الاحترام، المودة، وحسن التعامل.
وتشير التجارب الإنسانية إلى أن بعض العلاقات قد تنتهي فجأة بعد عقود طويلة، ليس لغياب الحب أو العشرة، بل لأن رصيد الاحتمال والتسامح قد نفد. فكل تصرف غير لائق أو إساءة تُعتبر خصمًا من هذا الرصيد، حتى يصل إلى الصفر، فيتخذ أحد الأطراف قرارًا بقطع العلاقة نهائيًا دون رجعة.
في المقابل، هناك حالات استثنائية يتم فيها "إعادة شحن الرصيد" بدافع المسؤولية أو صلة الرحم أو العشرة الطويلة، لكن إذا تكرر التمادي، يعود الرصيد للنقصان حتى تنتهي القدرة على التحمل.
ويؤكد خبراء العلاقات أن الحفاظ على الروابط الإنسانية يتطلب زيادة الرصيد بالمودة، الرحمة، الإحساس، حسن الخلق، العطاء، والاحترام، مشيرين إلى أن كثرة التجارب الحياتية تجعل الإنسان أكثر دقة في انتقاء الأشخاص الذين يستحقون البقاء في دائرة علاقاته.
: طول العلاقة ليس ضمانًا لاستمرارها، بل الرصيد الإنساني المتبادل هو ما يحافظ عليها ويمنحها الاستمرارية.













.jpg)




