عندما تضيع الفضيله
جلست أمامي، عيناها تحكي ما لم تجرؤ الشفاه على قوله. صوتها هادئ، لكنه محمّل بكل ألم التجربة:
«نحن أربع زوجات، نعيش مع رجل ثري لا ينتهي ثراؤه… حياة تبدو من الخارج سلامًا ووئامًا، لكن خلف الأبواب المغلقة، هناك فراغ يبتلعنا جميعًا.»
سألتها: «وهل أنتِ سعيدة؟ هل يكفيك كل هذا المال؟»
ابتسمت ابتسامة مريرة، وقالت: «ماديًا نعم… المال يغمرنا بسخاء، وكل واحدة منا تحاول أن تحمي نفسها، لأننا لا نعلم متى تقع عيناه على امرأة أخرى. أنا مستفيدة، مؤمنة نفسي ماليًا وعندما أجد الحب الحقيقي سأطلب الطلاق، لكن لن أخاطر قبل أن أؤمن نفسي جيدًا.»
قلت لها: «وهل هو عادل بينكن؟»
ضحكت بسخرية قاتلة: «عدل؟ أي عدل؟ كل ليلة ننتظر من سيبيت معه… وعندما يسافر، يذهب لمكان آخر، بحثًا عن متعة جديدة نحن لا نكفيه. أحيانًا أنام ودموعي على خدي من فراغ الحب والحنان… والمال فقط من يعوضنا. عينيه لا تشبع، جسده لا يفي برغبة أي امرأة من زوجاته فنعيش نحن في رفاهية، لكن القلب والجسد محرومان وما نحصل عليه ليس سوى خيانة مبطنة وأموال تمنحنا وهم الأمان.»
كانت كلماتها سهمًا مباشرًا إلى أعماق قلبي. تجربة لا تُنسى: عندما يطغى المال على الحب، تضيع الفضيلة، ويصبح القلب أسيرًا للترف، والحرمان ثمن باهظ، لا يدركه إلا من عاشه.
