مصر ليست مجرد دولة على خريطة العالم، بل هي حكاية أزلية كُتبت على ضفاف نهر النيل منذ آلاف السنين، وما زالت
فصولها تُكتب حتى اليوم. إنها الأرض التي مرّ عليها الأنبياء والعظماء، وشهدت قيام أقدم الحضارات التي علّمت الدنيا
معنى العلم والعدل والجمال.
منذ أن خطّ الفراعنة نقوشهم على جدران المعابد والأهرامات، ومصر تحمل رسالة الخلود. كل حجر فيها يروي قصة،
وكل مدينة تُخفي بين زواياها عبقًا من التاريخ، وكل موجة في النيل تحكي عن حياة دامت آلاف السنين ولم تنطفئ.
ورغم كل التحديات التي مرّت بها، ظلت مصر قلبًا نابضًا لا يتوقف عن العطاء، وشعبها يثبت في كل مرة أنه قادر على
البناء من جديد. المصري لا يهتزّ أمام الصعاب، بل يقف ثابتًا، يواجه، ويكمل الطريق بإيمان بالله وحب للوطن.
وفي حاضرها اليوم، تسير مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا، تُشيَّد المدن الجديدة، وتُقام المشروعات
العملاقة، وتُكتب صفحة جديدة من القوة والإنجاز. هذا الوطن لا يعرف التراجع، بل يعرف كيف ينهض ويتجدّد، ويُعلّم
أبناءه أن الانتماء ليس كلمة، بل فعل وقيمة ومسؤولية.
مصر هي الأم التي مهما ابتعد عنها أبناؤها يعودون إليها بشوق الطفل لحضن الأمان. وهي الوطن الذي يجمع بين
دفء الماضي وأمل المستقبل. وهي الروح التي تسكن في كل من أحبها حتى دون أن يراها.
وفي النهاية تبقى مصر…
وطنًا لا يُشبهه وطن، وتاريخًا لا يُكرّره التاريخ، وحبًا لا يذبل مهما امتد العمر.
