يحكي أن شاب شعر بعدم الرضا عن حياته ورغب في تغيير كل شئ، فذهب إلي معلمه يعبر له عن معاناته .. فنصحه المعلم أن يقوم بوضع حفنة من الملح في كأس من الماء ويشربه.. وعندما عاد الشاب إلي بيته نفذ ما نصحه به المعلم . في الغد عاد إلي المعلم فسأله قائلاً : كيف وجدت طعم الماء بالملح ؟ فقال الشاب : إنه مالح جداً لم أطق شربه .
ابتسم المعلم ثم طلب من تلميذه أن يأخذ من جديد نفس مقدار الحفنة من الملح و اخذه و سار معه الي البحيرة ...و أمره برمي حفنة الملح فيها ثم طلب منه المعلم أن يشرب من ماء البحيرة ، فمد الشاب يده وشرب ، فسأله المعلم عن طعم الماء فقال له الشاب : إنه منعش وعذب، فسأله المعلم : هل شعرت بطعم الملح ؟ . هز الشاب رأسه نافيا . التفت المعلم إلي الشاب قائلا : إن آلام الحياة تشبه الملح الصافي، لا أكثر ولا أقل ، فكمية الألم والمعاناة في الحياة تبقي نفسها لا تتغير .
و لكن نحن من نشعر بطعم المعاناة علي قدر السعة التي نضع فيها الألم ، فإذا جعلنا المنا و غضبنا و حزننا و مشاكلنا محور اهتمامنا، سيطرت التعاسة و الشقاء و اليأس و الغضب و الخوف علي كل حياتنا ، وإن لم نهتم بهم وغلفناهم بالمشاعر الايجابية و بالايمان لن نشعر بهم .
صدقت يا معلم ..
علينا ان نسأل انفسنا .. هل نتذوق الملح ؟ ..عندما تشعر بالألم والمعاناة و اليأس كل ما عليك هو أن تركز علي كل المنح و النعم التي منحها لك خالقك .. احمد الله سبحانه و تعالي على كل نعمه .. فكل ما يأتي من الله خير ولكننا لانعلم تأويله واسبابه و تذكر سيدنا خضر و تفسيره لما فعله ... عليك الإستعانه بالله بأن يمدك بالقوة و العزيمة و الاصرار و التحدي و المثابرة لمواجهة مصاعب الحياة .. عليك ان تحرص على تواجدك مع أشخاص ايجابيين و ابتعد عن المتشاءمين ، الحاقدين ، الحاسدين ..
عدد من اهتماماتك لموضوعات جديدة جذابة .. وتوكل على الله فهو وكيلك .
لا تكن مثل المياه في الكأس بل كن مثل النهر يجري ولا يتوقف مع المطبات و العقبات و الصعوبات حتي لا تشعر بطعم الملح .
اللهم احمي وطنا مصر و ابعدنا عن تذوق الملح ..امين يارب العالمين. موعدنا الثلاثاء المقبل ان شاء الله.
الإعلامية الدكتورة حياة عبدون.